إن استئصال الزوائد التي يمكن أن تتحول إلى سرطان يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 80%. يمكن العثور على تلك الزوائد من خلال منظار القولون. يعتبر سرطان الجهاز الهضمي من أكثر السرطانات شيوعًا على مستوى العالم وسرطان القولون هو السرطان الأول في الجهاز الهضمي، كما يحتل المركز الثالث من حيث نسبة حدوثه ضمن أنواع السرطانات المختلفة. 

أورام القولون يمكن منعها مع الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، بمنظار الجهاز الهضمي من خلال تشخيص وإزالة الورم في مراحله الأولية سواء كان في المرحلة الحميدة (الزوائد القولونية) أو المتحورة بدرجاته الثلاثة أو الدرجة الأولى من الخبيثة  بحدود أمان طولية وأفقية، وذلك من خلال تقنية تشفية الأورام بمناظير الفراغ الثالث (ESD). 

القولون عبارة عن أنبوب يتصل بالمستقيم وينتهي بفتحة الشرج، حيث يشكل القولون والمستقيم الجزء الأخير من الجهاز الهضمي الذي يشمل الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة.

• الأعور أو القولون الصاعد (على الجانب الأيمن).

• القولون المستعرض (يمر عبر البطن).

• القولون النازل (على الجانب الأيسر). 

• القولون السيني. 

يتصل الأعور بالأمعاء الدقيقة، بينما يتصل القولون السيني بالمستقيم. وظيفة القولون هي تحويل الفضلات السائلة إلى براز صلب. يمكن أن يبقى البراز من 10 ساعات إلى عدة أيام في القولون قبل الخروج عبر فتحة الشرج.

زوائد القولون هي نمو في البطانة الداخلية للقولون. إنها نوع من الورم أو كتلة من الخلايا غير الطبيعية.  يمكن أن تحدث الزوائد في أي مكان في الجهاز الهضمي ولكنها أكثر شيوعًا في منطقة القولون والمستقيم، والعديد منها غير ضار. لكن بعض الأنواع يمكن أن تتحول إلى سرطان إذا لم تتم إزالتها. ولهذا السبب يبحث أطباء الجهاز الهضمي عن الأورام الحميدة في القولون أثناء منظار القولون. 

تعتبر زوائد القولون شائعة، خاصةً مع التقدم في السن. وهي تؤثر على حوالي 20% من البالغين بشكل عام، وحوالي 40% فوق سن 50 عامًا، بالإضافة إلى 6% من الأطفال. يتعرض الأشخاص من جميع الأعراق والأجناس لخطر الإصابة بزوائد القولون وسرطان القولون. 

معظم زوائد القولون لديها القدرة على أن تصبح سرطانية، ولهذا السبب يقوم أطباء الجهاز الهضمي بإزالتها أثناء منظار القولون قبل أن تتاح لها فرصة التحول إلى سرطان. على الرغم من أن الزوائد ليست سرطانًا، إلا أن جميع أنواع سرطان القولون والمستقيم تقريبًا تبدأ من ورم.

معظم زوائد القولون، والعديد من سرطانات القولون والمستقيم، لن تسبب أي أعراض. ولهذا السبب يعد الفحص أمرًا في غاية الأهمية. عادةً، بحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض، تكون الزوائد قد تحولت بالفعل إلى سرطان.

• علامات نزيف القولون: الزوائد الدموية قد تؤدي إلى وجود دم في البراز. قد لا يكون النزيف مرئيًا، ولكن بعد فترة من الوقت، يصاب المريض بفقر دم نتيجة نقص الحديد، والذي يُسبب آثارًا جانبية مثل الضعف والتعب.

• الانسداد: زوائد القولون قد تمنع البراز من المرور بداخل الأمعاء؛ مما يسبب انسداد الجهاز الهضمي.

• الغثيان والقيء: إذا تسببت الكتلة في انسداد الأمعاء وألم وانتفاخ البطن. إذا لم يتم علاج الانسداد، فإنه يمكن أن يؤدي إلى ثقب، مما يؤدي إلى تمزق جدار القولون؛ وهي حالة طبية طارئة.

• تغيرات البراز غير المبررة: في حالات نادرة، يصاب بعض الأشخاص فجأة بإسهال مزمن أو إمساك أو يظهر مخاط زائد في البراز. 

• الوراثة: من المرجح أن يصاب الشخص بزوائد القولون إذا كان لديه قريب حتى الدرجة الرابعة مُصاب بها. 

• البيئة: عوامل الخطر البيئية هي عوامل وعادات يمكن أن تؤثر على صحة القولون، مثل: الشيخوخة، التدخين، اتباع نظام غذائي عالي الدهون ومنخفض الألياف، عدم ممارسة الرياضة، الوزن الزائد، ومرض السكري.

 

إن أفضل طريقة للعثور على زوائد القولون هي إجراء منظار القولون لأنه يسمح بالنظر داخل القولون باستخدام كاميرا مضاءة. في حين أن أنواعًا أخرى من اختبارات التصوير يمكنها العثور على زوائد القولون، فإن منظار القولون يسمح لأطباء الجهاز الهضمي ليس فقط بالعثور على الزوائد اللحمية بل وإزالتها أثناء نفس الإجراء.

تقوم الدكتورة شيماء الخولي بتمرير الأدوات عبر منظار القولون لإزالة الأورام الحميدة وإرسالها إلى المختبر لمزيد من الدراسة لتحديد النوع والتحقق من الخلايا السرطانية. وتبعًا لنتائج المختبر يتم إتباع بروتوكول معين وقد يحتاج المريض بعدها إلى المتابعة الدورية خلال فترات محددة.

تحاليل الدم: صورة الدم الكاملة (CBC) دليل على فقر الدم الناتج عن النزيف المزمن. 

اختبارات البراز: اختبار الدم في البراز بالبحث عن آثار مجهرية للدم. 

حقنة الباريوم الشرجية: فحص الأشعة السينية للجهاز الهضمي السفلي بعد حقنة الباريوم الشرجية.

تبدأ معظم حالات سرطان القولون على شكل زوائد، لكن عددًا صغيرًا جدًا من زوائد القولون يصبح سرطانًا.

من الطبيعي أن يكون لدينا زوائد في القولون، بدءًا من عدم وجود زوائد القولون إلى وجود عدد قليل منها. يهتم أطباء الجهاز الهضمي بعدد الزوائد الموجودة، بالإضافة إلى حجمها وموقعها ونوعها. نظرًا لأن الأورام الحميدة تنمو ببطء شديد، فإن وجود عدد أقل وأصغر من الأورام الحميدة يعني خطر منخفض نسبيًا للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

يتم التعامل مع الزوائد عن طريق اكتشافها وإزالتها أثناء منظار القولون باستخدام الكي الكهربائي. وهذا يعني أنه يتم قطعها وحرق الأنسجة لإغلاق الأنسجة والأوعية الدموية ووقف أي نزيف. 

 

إن استئصال الأورام الحميدة أو الزوائد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون، حيث تقلل عملية استئصال الزوائد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 80 % كما ذكرنا.

لا توجد طريقة لمنع الطفرات الجينية التي تؤدي إلى زوائد القولون. ولكن يمكن  تقليل المخاطر من خلال العناية الجيدة بالصحة العامة. إن تناول المزيد من الأطعمة الصحية وتقليل الدهون الحيوانية وممارسة بعض التمارين الرياضية وتجنب التدخين يمكن أن يساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم.

يمكن أن تكون زوائد القولون خطيرة بسبب قدرتها على التحول إلى سرطان. لكن معظم الأورام الحميدة لا تكون سرطانية عند اكتشافها. قد يتحول البعض إلى سرطان مع مرور الوقت إذا تُركوا دون علاج. تقوم الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، بإزالتها بمجرد اكتشافها لمنع حدوث ذلك.

يخشى العديد من الأشخاص إجراء فحص منظار القولون الروتيني ويتساءلون عما إذا كان بإمكانهم تأجيله. قد يبدو الأمر مضيعة للوقت فقط للتأكد من عدم إصابتك بزوائد القولون. ولكن إذا قمت بذلك، فإن منظار القولون هو أفضل فرصة لتشخيص المرض وعلاجه حتى قبل أن تعرفه.

قد يكون من المُخيف معرفة أنك مصاب بزوائد القولون، لكن الكثير من الناس يصابون بذلك، ومعظمهم لن يصابوا بالسرطان أبدًا. إن ورم القولون الذي تم العثور عليه وإزالته هو أمر لا داعي للقلق بشأنه. الشيء المهم هو العثور عليه وإزالته في وقت مبكر بما يكفي لمنع ظهور السرطان.