علاج صعوبة البلع أعلى المريء (Z-POEM)
الرتج يعني كيس غير طبيعي يتشكل خارج جدار الجهاز الهضمي. رتج زينكر أو تشوه زينكر أو الرتج البلعومي (Zenker’s Diverticulum) هو اضطراب نادر نتيجة تشكل كيس في الحلق في أسفل البلعوم فوق العضلة العاصرة العلوية للمريء (UES) حيث يلتقي الجزء الخلفي من الحلق والجزء العلوي من المريء. ينمو هذا الكيس عندما تشتد العضلات الموجودة أسفله، ولا يتمكن الطعام من الدخول إلى المريء؛ مما يجعل البلع صعبًا في النهاية ويحدث بشكل شائع عند الذكور وكبار السن.
أسباب الرتج البلعومي:
تفيد التقارير أن معدل الإصابة به هو 2 لكل 100000 سنويًا لكن تبقى المُسببات الدقيقة غير معروفة. يتطور رتج زينكر عندما تشتد العضلة الواقعة بين الحلق والمريء، والمعروفة باسم العضلة العاصرة العلوية للمريء أو العضلة الحلقية البلعومية.
نتيجة لشد هذه العضلة، يتراكم الضغط على طول جدار الحلق فوق هذه العضلة العاصرة. توجد فوق هذه العضلة مباشرةً نقطة ضعف نسبية في جدار الحلق ويتشكل الكيس نتيجة للضغط المتزايد النسبي الذي يمارس على هذه المنطقة الضعيفة أثناء البلع. مع مرور الوقت، يمكن أن يتضخم الكيس بسبب شد العضلات الموجودة تحته بشكل مفرط.
نظرًا لأن العضلة العاصرة العلوية للمريء الموجودة أسفل الكيس تكون أكثر إحكامًا من المعتاد، يصعب مرور الطعام والسوائل إلى المريء، وبدلًا من ذلك يميل إلى المرور إلى الكيس أو حتى العودة إلى الحلق. كما يمكن أن يجعل من الصعب تناول الأدوية وخاصةً الحبوب. لذلك، تم توجيه طرق العلاج إلى إجراء القطع الحلقي البلعومي. أحدث الطرق لإنجاز هذا هو منظار الفراغ الثالث الذي يعتمد على المنظار الباطني بدون جراحة من خلال تقنية (Z-POEM) مع الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة.
أعراض الرتج البلعومي:
قد يواجه الشخص المصاب رتج زينكر ما يلي:
• صعوبة في البلع.
• الشعور بالتصاق المواد المبتلعة في الحلق.
• رائحة الفم الكريهة.
• سعال مزمن.
• الشعور بوجود بلغم أو مخاط زائد في الحلق.
• الإحساس بوجود كتلة في الحلق.
• رجوع الطعام إلى الفم (غالبًا بعد ساعات من تناول الوجبة).
• فقدان الوزن بسبب صعوبة تناول الطعام وبالتالي سوء التغذية.
• الاختناق.
• تراكم المواد المبتلعة في الكيس وتقيأها بعد فترة طويلة من تناول الوجبة.
• صعوبة بلع الحبوب.
قد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من رتج زينكر من أعراض خفيفة فقط، ولكن مع مرور الوقت يستمر الكيس في النمو وتتزايد الأعراض.
تشخيص الرتج البلعومي:
• أشعة الباريوم:
أشعة الباريوم السينية يتم إجراؤها لتقييم البلع، فهي تعطي معلومات عن مدى كفاءة الشخص في نقل السائل أو الطعام من الفم إلى الحلق ثم إلى المريء، حيث يبتلع المريض الطعام المُضاف إليه الباريوم. تستخدم مادة الباريوم لأنها تظهر في الأشعة السينية. يتم تسجيل دراسة البلع لتحديد ما إذا كان البلع يتم بطريقة غير طبيعية.
• منظار الجهاز الهضمي العلوي:
منظار الجهاز الهضمي العلوي هو إجراء يستخدم لتصوير الجزء العلوي من المريء والهياكل المحيطة به. يتم إجراؤه باستخدام أنبوب طويل ومرن يحتوي في نهايته على ضوء صغير وكاميرا فيديو. يتم إدخال المنظار إلى الفم ثم المريء لتقييم أعراض وعلامات مرض المريء، حيث يتم تشخيص عدد من تشوهات المريء من خلال المنظار العلوي. هذا المنظار التشخيصي هو إجراء يتم في العيادات الخارجية. يستغرق الإجراء أقل من 5 دقائق ويتم إجراؤه بمخدر موضعي.
في بعض الأحيان يتم تشخيص رتج زينجر عن طريق الصدفة، أثناء إجراء أحد الاختبارات السابقة لأسباب أخرى.
علاج الرتج البلعومي:
الهدف من علاج رتج زينكر هو تخفيف انسداد البلع الناجم عن ضيق فوق العضلة العاصرة للمريء، المساعدة على مرور المواد المُبتلعة، والقضاء على تراكمها في الرتج.
طرق سابقة لعلاج الرتج البلعومي:
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من حالات بسيطة، فإن تغير أسلوب التغذية وعادات تناول الطعام، مثل شرب الماء بعد الوجبات أو مضغ الطعام بعناية، قد تكون فعّالة.
أيضًا بعض الأدوية، مثل البوتكس، كانت توفر راحة مؤقتة لحالات رتج زينكر التي لا تتعدى 1 سم أو للمرضى غير المؤهلين لإجراء عملية جراحية.
قبل Z-POEM، كان هناك خياران جراحيان متاحان:
• استخدام الليزر أو الدباسة، وغالبًا ما كان يحدث ارتخاء للدبابيس بمرور الوقت؛ مما أدي إلى إعادة تشكيل الكيس.
• كان التدخل الجراحي هو العلاج الأول لسنوات عديدة على الرغم من ارتفاع معدلات المضاعفات والآثار الجانبية المرتبطة به نسبيًا؛ مما جعله أقل أمانًا للعديد من المرضى المسنين.
يتمثل التدخل الجراحي في قطع جراحي في الرقبة لقطع العضلة وربما إزالة كيس الرتج لإتاحة الفرصة للطعام المرور عند البلع.
• في وقت لاحق، تم إدخال العديد من العلاجات المختلفة بالمناظير الجراحية لتقليل معدل المضاعفات. لقد هدف التدخل بالمنظار الجراحي إلى قطع الحاجز، لكنه ينطوي على خطر حدوث ثقب وقطع غير مكتمل للحاجز؛ مما يؤدي إلى معدلات تكرار أعلى.
الطريقة الأحدث لعلاج رتج زينكر بمناظير الفراغ الثالث:
أصبح لدى المرضى الذين يعانون من رتج زينكر الآن بديل فعال وآمن وهو الاستعانة بتقنية مناظير الفراغ الثالث (Z-POEM) المشتقة من تقنية (POEM) التي تُطبق لمرض الأكاليزيا أو صعوبة البلع.
في السنوات الأخيرة، بدأ علاج حالات رتج زينكر عن طريق شق العضل بالمنظار الباطني (Z-POEM) الذي يعتمد على فكرة النفق أو ما يسمى بمنظار الفراغ الثالث. لقد توسع تطبيق (POEM) مؤخرًا لحل بعض مشكلات المريء بالمنظار. بعد خضوع المرضى لإجراء (Z-POEM) وإزالة العضلات، يدخل الطعام بسهولة إلى المريء ولن يعد عالقًا داخل رتج زينكر.
خطوات (Z-POEM):
1. يتم تنفيذ (Z-POEM) تحت التخدير العام باستخدام المنظار الباطني.
2. يتم حقن محلول محدد لفصل طبقات جدار المريء.
3. تستخدم الدكتورة شيماء الخولي سكينًا صغيرًا لإجراء شق صغير في بطانة المريء لإنشاء مدخل النفق بين طبقات جدار المريء.
4. بمجرد الوصول إلى الحاجز، يتم مد النفق على كلا جانبي الحاجز العضلي، أحدهما على يمين العضلة العاصرة العلوية للمريء والآخر على يسارها.
5. بعد كشف العضلة بالكامل، يتم قطع هذه العضلة لخلق فراغ مُشترك ونتيجة لذلك، يمكن أن يتحرك الطعام بسهولة ويمر إلى المريء.
6. ثم تقوم الدكتور شيماء بإغلاق فتحة النفق التي أحدثتها بمشابك قصيرة يبلغ حجمها حوالي سنتيمتر واحد. بمجرد شفاء الفتحة، سوف تسقط هذه المشابك وتنزل عبر المريء إلى المعدة وتخرج عبر البراز.
7. أخيرا، تقوم الدكتور شيماء بعد ذلك بسحب المنظار.
8. تستغرق العملية نفسها نصف ساعة فقط ويمكن للمرضى العودة إلى منازلهم بعد 24 ساعة.
نظرًا للرغبة المستمرة في تحسين النتائج، قامت الدكتورة شيماء الخولي والفريق الطبي بتعديل التقنية من خلال إضافة خطوة قطع الغشاء الفائض بعد قطع الحاجز العضلي وذلك لأن تواجد الغشاء المخاطي كان يسبب استمرار بعض الأعراض لدى بعض الحالات.
مميزات (Z-POEM):
• (Z-POEM) هو حل عبقري نجح في حل عيوب التدخل الجراحي والتقليدي بالمنظار الباطني بدون جراحة.
• أكثر فعالية من الجراحة التقليدية ويؤدي إلى آثار جانبية أقل.
• تحسن طويل الأمد في الأعراض لأكثر من 90% من المرضى.
• هو إجراء بالمنظار الباطني وليس الجراحي؛ مما يعني أنه بدون شق في الرقبة أو الحلق وأقل خطورة من الجراحة.
• رتج زينكر عادةً ما يكون عند كبار السن الذين يعانون من أمراض مصاحبة تمنعهم من الخضوع إلى جراحة مفتوحة.
• لا يوجد خطر حدوث ثقب.
• إجراء آمن للغاية؛ مما يسمح بالتعافي بشكل أسرع.
• انخفاض معدل التكرار مقارنة بالخيار الجراحي (أقل من 10%) ويرجع ذلك إلى إتاحة صور أفضل وأكثر تفصيلًا للحاجز والقدرة على الوصول إلى نهايته مقارنةً باستئصال الرتج التقليدي.
إذن لا داعي إلى اللجوء للجراحة أو الطرق التقليدية الأقل كفاءة، بل يمكن علاجك بأحدث التقنيات العالمية بمناظير الفراغ الثالث في مصر مع الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة التي حققت نتائج عالمية.