blog Images

تشفية أورام الجهاز الهضمي (ESD)

تقنية استئصال أورام الجهاز الهضمي المُبكرة بالمنظار الباطني بدون جراحة أو تقنية تشفية الأورام (Endoscopic Submucosal Dissection - ESD) هي طريقة حديثة تُستخدم لعلاج أورام الجهاز الهضمي. 

تمر أورام الجهاز الهضمي بثلاث مراحل:
1. الأورام الحميدة (المعروفة أيضًا بزوائد القولون).
2. الأورام المتحولة (تصنف إلى ثلاث درجات).
3. الأورام الخبيثة (تصنف إلى خمس درجات).

تقنية تشفية الأورام (ESD) تسمح بإزالة الأورام الحميدة والمتحولة وأيضًا الأورام الخبيثة من الدرجة الأولى. يتم تحديد الورم وإزالته من الطبقات السطحية، مع الحفاظ على الطبقات العميقة بحدود أمان أفقية وطولية، وذلك بالاعتماد على منظار عالي الجودة، الذي يساعد على تحديد موقع الورم.

5-مراحل-للأورام

كما يشمل الإجراء استخدام مجموعة من الأدوات الخاصة لإزالة الورم من جدران الجهاز الهضمي بطريقة دقيقة للغاية. تسمح هذه التقنية بإزالة الورم بأقل قدر من الضرر لجدار الجهاز الهضمي؛ مما يحافظ على سلامة العضو المصاب. يتطلب الإجراء درجة عالية من الخبرة والدقة وهذا ما تتمتع به الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي كلية الطب - جامعة القاهرة.

تسمح هذه التقنية الحديثة بالوصول إلى الجهاز الهضمي دون إجراء أي شقوق؛ مما يعني تعافي أسرع وألم أقل مقارنةً بالجراحة المفتوحة؛ لذا عادةً ما يعود معظم الأشخاص إلى منازلهم في نفس اليوم. بعد نجاح العملية، يتخلص المريض تمامًا من الورم، وبشكل كبير، لا يحتاج إلى تدخل علاجي بعد ذلك.


متى تُطبق تشفية أورام الجهاز الهضمي (ESD)؟
يمكن إجراء ESD لعلاج الأورام الحميدة، المتحورة، وأول درجة من الخبيثة التي تشمل أول ثلاث طبقات من طبقات جدار الجهاز الهضمي الخمسة ولم تصل إلى العضلة التي تُمثل الطبقة الرابعة في الجدار:
سرطان القولون والمستقيم.
سرطان المريء.
سرطان الأمعاء الدقيقة، بما في ذلك سرطان الاثني عشر.
سرطان المعدة.

أعراض الزوائد القولونية أو الأورام:
نزيف شرجي.
فقدان الوزن.
آلام وانتفاخات البطن.
فقر الدم.
تغير في عادات الإخراج مثل الإمساك المفاجئ أو الإسهال المزمن.
في بعض الأحيان، يتم اكتشاف الورم بالصدفة ولا يشكو المريض من أي أعراض.
كل من لديه تاريخ مرضي عائلي لأقارب من الدرجة الرابعة هم معرضون للإصابة.

التحضير لتشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني (ESD):
بالنسبة لإجراءات الجهاز الهضمي السفلي، اتبع نظامًا غذائيًا سائلًا بالإضافة إلى ملين أو حقنة شرجية لتطهير الأمعاء ولضمان وضوح رؤية ما بداخل القولون والمستقيم بوضوح.
بالنسبة لإجراءات الجهاز الهضمي العلوي، لا تأكل أو تشرب لمدة 12 ساعة قبل الإجراء للتأكد من خلو المريء من الطعام.
إذا كنت تتناول دواء يؤثر على تجلط الدم، فاسأل متى يجب عليك التوقف عن تناوله، وكم عدد الأيام التي تحتاجها قبل البدء في تناوله مرة أخرى.

ماذا يحدث أثناء تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني (ESD)؟
1. خضوع المريض إلى التخدير العام تحت إشراف فريق التخدير، لضمان عدم شعوره بأي ألم.
2. إدخال المنظار عالي الدقة اعتمادًا على موقع الورم، من خلال الفم لأورام الجهاز الهضمي العلوي أو من خلال فتحة الشرج لأورام الجهاز الهضمي السفلي. 
3. مراقبة الصور على الشاشة لدراسة الورم من حيث الشكل وتفاصيل الأوعية الدموية المُغذيه له لتجنب تلف الأنسجة المحيطة أثناء العملية.
4. توجيه المنظار إلى الموضع المراد.
5. تحديد موقع الورم وتحديد حدوده بعلامات من خلال أداة خاصة يتم تمريرها عبر أنبوب المنظار مع مراعاة حدود الأمان أفقيًا وطوليًا.
6. حقن الطبقة الموجودة أسفل الورم بمحلول لفصلها عن جدار العضلات؛ مما يساعد على تقليل الضرر الذي يلحق بالأنسجة المحيطة أثناء العملية. 
7. استخدام سكين الجراحة المزود بتيار كهربائي عالي التردد لقطع الأنسجة من جدار الجهاز الهضمي. يعمل التيار الكهربائي على كي الأوعية الدموية في نفس الوقت؛ مما يؤدي إلى إغلاقها وبالتالي تقليل النزيف. 
8. إزالة الأنسجة من الجسم كقطعة واحدة عن طريق المنظار وإرسالها إلى المختبر لفحصها وللتأكد من إزالة الورم بالكامل بحدود الأمان، وعندئذ لن يحتاج المريض إلى تدخل جراحي أو إشعاعي أو كيميائي.
9. يستغرق الإجراء من ساعة إلى ثلاث ساعات.
10. بعد الإجراء، ستتم مراقبة المريض في غرفة الإفاقة حتى زوال تأثير المهدئ. 


إمتيازات تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني (ESD):
منظار عالي الجودة (High Definition Scope)، يُتيح تحديد تفاصيل الجهاز الهضمي بدقة.
استخدام ثاني أوكسيد الكربون لنفخ البطن بدلًا من الهواء أثناء العلاج، مما يمنع حدوث الغازات أو الانتفاخ أو التشنج، وذلك لأنه يتميز بقدرة امتصاص عالية جدًا.
أدوات وأجهزة قطع معينة، هذه السكاكين الجراحية تسمح لأخصائي المناظير بالتحكم في حجم وشكل وعمق الأنسجة المستأصلة.
تشفية-أورام-الجهاز-الهضمي

ما هي فوائد تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة؟
توفر تقنية تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني فوائد متعددة بالمقارنة مع الجراحة المفتوحة، ومن أهمها ما يلي:
الإزالة الشاملة للأورام ذات الأشكال غير المنتظمة.
الاستئصال الشامل حتى للأورام الكبيرة التي لا يمكن إزالتها قطعة واحدة بطرق أخرى.
القدرة على إزالة الأورام التي ليس لها حدود واضحة.
التحكم في الحجم والشكل المقطوعين.
الاحتفاظ بعضو الجهاز الهضمي المُصاب حيث تتم إزالة النمو غير الطبيعي وكمية صغيرة من الأنسجة المحيطة فقط، على عكس  العمليات الجراحية، والتي قد تنطوي على إزالة جزء من المريء أو المعدة أو القولون.
تقليل خطر انتشار السرطان.
يوفر ESD تحديدًا أكثر دقة لحدود الأمان؛ لذا فهو وسيلة فعالة لاستئصال حدود الأمان للأورام الأكبر والأكثر تعقيدًا.
ألم أقل.
انخفاض خطر حدوث مضاعفات.
بدون إجراء شقوق جراحية، كبديل آمن عن الاستئصال الجراحي للورم.
بدون ندوب.
تعافي أسرع.
العودة إلى الأنشطة اليومية في غضون أيام قليلة.

مَن هم الأطباء المؤهلون للقيام بتشفية أورام الجهاز الهضمي؟
يتم إجراء عملية تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني بواسطة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الذي يتمتع بخبرة في المناظير العلاجية التداخلية؛ مما يتطلب الحصول على قدر وافي من التعليم والتدريب والمهارات الفنية والخبرة، وهذا ما حرصت عليه الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي كلية الطب- جامعة القاهرة، حيث أصبح لديها الشغف لإتقان حالات المناظير المتطورة، وبالفعل حظيت على الكثير من المحاضرات وورش العمل المتعددة في العديد من البلدان مثل إنجلترا، هولندا، النمسا، والصين. وأخيرًا حصلت على تدريب عملي للمرة الأولى في الصين؛ مما ساعدها على نقل تلك التقنية الحديثة وتطبيقها لأول مرة داخل مصر في عام 2018.

قبل هذا التاريخ، كان المرضى ينتظرون فرصتهم الوحيدة للعلاج بهذه التقنية التي كانت تتوفر مرة سنويًا في ورش عمل تابعة لجامعة القاهرة على أيدي خبراء أجانب أو الخضوع إلى العلاج الجراحي وتحمل جميع مضاعفاته. 

تمت دعوة الدكتورة شيماء الخولي من قِبل الجمعية الأمريكية لأطباء الجهاز الهضمي (وهي أكبر جمعية عالمية في هذا المجال) لتقديم تدريبات للأطباء في تشفية الأورام في أكبر مؤتمر عالمي لأطباء الجهاز الهضمي في مدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا في عام 2022. وبذلك، تصبح الدكتورة شيماء الخولي أول طبيبة عربية تحظى بهذا الشرف.