صعوبة البلع (الأكاليزيا) هو اضطراب نادر حيث يكون المريء غير قادر على نقل الطعام والسوائل إلى المعدة. المريء هو الأنبوب العضلي المسؤول عن نقل الطعام من الفم إلى المعدة. في المنطقة التي يلتقي فيها المريء بالمعدة توجد حلقة من العضلات تسمى العضلة العاصرة للمريء السفلية. تسترخي هذه العضلة لتفتح وتسمح للطعام بالدخول إلى المعدة وتنقبض لتغلق وتمنع محتوى المعدة من العودة إلى المريء. إذا كنت تعاني من مرض الأكاليزيا أو صعوبة البلع، فإن العضلة العاصرة المريئية السفلية لا تسترخي؛ مما يمنع الطعام من الانتقال إلى معدتك.

يحدث صعوبة البلع عندما يصاب المريء بالشلل والتوسع بمرور الوقت ويفقد في النهاية القدرة على ضغط الطعام لأسفل في المعدة. وبالتالي يتجمع الطعام في المريء، وفي بعض الأحيان يتخمر الطعام بفعل البكتيريا ليعود مرة أخرى إلى الفم بمذاق مر. يظن بعض الأشخاص خطأً أن تلك الحالة هي مرض ارتجاع المريء (GERD). ومع ذلك، في حالة الأكاليزيا، يرتد الطعام من المريء، بينما في ارتجاع المريء ترتجع المواد الحمضية من المعدة.

مرض الأكاليزيا هو حالة نادرة تحدث بنسبة شخص واحد لكل 100,000 شخص. إن السبب الدقيق للإصابة بصعوبة البلع أو الأكاليزيا غير مفهوم جيدًا. ولكن اكتشف الباحثون عدة نظريات، أهمها:

- يُعتقد أن مرض الأكاليزيا يحدث عندما تتضرر الخلايا العصبية الموجودة بين طبقات عضلات المريء وتتوقف عن العمل بشكل صحيح، ولهذا السبب لا تعمل العضلات وحلقة العضلات. إن صحة هذه الخلايا العصبية في المريء ضروري لدفع الطعام نحو المعدة.

- في بعض الأشخاص، قد يكون مرض الأكاليزيا مرتبطًا بوجود عدوى فيروسية.  إن الأشخاص الذين يعانون من صعوبة البلع  لديهم أدلة على حالات عدوى سابقة، مثل الأجسام المضادة لفيروس الهربس البسيط، فيروس الحصبة، وغيرهما.

- قد يرتبط أيضًا مرض الأكاليزيا بوجود أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجهاز المناعي للجسم الخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة. حيث كشف الباحثون عن علامات على نشاط الجهاز المناعي في الخلايا العصبية التي تقوي عضلات المريء. أيضًا، مرضى صعوبة البلع هم أكثر عرضة بنسبة 3.6 مرة للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب القزحية، مرض السكري من النوع الأول، التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمراء.

- في حالات نادرة، من الممكن أن يكون سبب مرض صعوبة البلع هو اضطراب وراثي.

إن مرض الأكاليزيا هو اضطراب نادر في البلع، وهو حالة تستمر مدى الحياة وقد يكون لها أعراض خطيرة لتتدرج مع الوقت وصولًا إلى القيء المستمر، آلام الصدر الشديدة، وفقدان الوزن الملحوظ. مع الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، يمكن التخلص من هذا المرض نهائيًا بدون جراحة مع مناظير الفراغ الثالث وذلك من خلال تقنية قص عضلة المريء والفؤاد بالمنظار الباطني (POEM) ، تلك التي حققت أعلى نسب نجاح في جميع أنواع مرض الأكاليزيا.

تقوم الدكتورة شيماء الخولي بإدخال منظار داخلي من خلال الفم  إلى أسفل المريء. يتم إجراء شق في البطانة الداخلية للمريء. ثم يدخل المنظار بين طبقات المريء حتى يصل إلى طبقة العضلة وهي الطبقة الرابعة من طبقات جدار المريء. يتم شق جزء من الطبقة العضلية في الجزء السفلي من المريء، 2-3 سم أسفل عضلة الفؤاد، والجزء العلوي من المعدة. هذا يقلل من الضيق؛ مما يسمح بمرور الطعام والسوائل من المريء إلى المعدة بأكثر سهولة.