تعرف على مناظير الفراغ الثالث
ربما سمع الكثير عن مناظير الفراغ الثالث، لكن المعنى الدقيق لهذا المصطلح قد يكون غير واضح. في حين أن المساحة الأولى تقع داخل الجهاز الهضمي والمساحة الثانية في التجويف البريتوني، يركز منظار الفراغ الثالث على المسافة بين الطبقة الثالثة لجدار الجهاز الهضمي والعضلة التي تمثل الطبقة الرابعة.
حققت الإجراءات طفيفة التوغل فوائد كثيرة للمرضى، بدايةً من تقليل وقت التعافي وحتى تقليل خطر الإصابة بالعدوى؛ مما قاد طب الجهاز الهضمي إلى الأمام وخاصةً مجال المناظير.
إن مصطلح مناظير الفراغ الثالث هو مصطلح جماعي يطلق على مجموعة من تقنيات المناظير الباطنية التي تقوم بوظائف تشخيصية أو علاجية أو كليهما داخل جدار الجهاز الهضمي بأمان وفاعلية ونتائج ممتازة.
تعتمد مناظير الفراغ الثالث على إمكانية الوصول إلى الطبقات العميقة من الجهاز الهضمي عن طريق حفر نفق في الطبقة الثالثة والحفاظ على سلامة جدار الجهاز الهضمي. بدأ عصر مناظير الفراغ الثالث مع شق عضلة المريء بالمنظار عن طريق الفم (POEM) لعلاج صعوبة البلع واضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى المختلفة، وتشفية أو تقشير أورام الجهاز الهضمي بدون جراحة(ESD) .
شق عضلة المريء بالمنظار الباطني (POEM):
شق عضلة المريء هو إجراء بالمنظار طفيف التوغل يهدف إلى علاج اضطرابات حركة المريء، مثل صعوبة البلع أو الأكاليزيا. غالبًا ما تكون هذه الاضطرابات ناتجة عن تشديد أو تقلص غير طبيعي لعضلات المريء. يعد POEM خيارًا بديلًا للتدخل الجراحي ليساعد المرضى الذين يعانون من تعذر الارتخاء على تناول الطعام مرة أخرى.
في هذا الإجراء، يتم فتح عضلات جدار المريء السفلي والعضلة العاصرة (نقطة الاتصال بين المعدة والمريء) لتوفير مقاومة أقل للطعام للنزول إلى داخل المعدة. يتم ذلك عن طريق إنشاء نفق بين جدران المريء ثم يتم إدخال المنظار إلى النفق وقطع الطبقة العضلية من داخل النفق. ثم يتم إغلاق فتحة النفق لاستعادة سلامة تجويف المريء. لقد ثبت أن POEM يُتيح تعافيًا أسرع وألمًا أقل بعد الإجراء مقارنةً بالبديل الجراحي.
تم توسيع تطبيقات هذه التقنية لتشمل العديد من أمراض الجهاز الهضمي مثل علاج كسل أو خزل المعدة (G-POEM) وكذلك علاج رتج زينجر أو صعوبة البلع أعلى المريء (Z-POEM).
تشفية الأورام بالمنظار بدون جراحة (ESD):
باستخدام التقنيات المستفادة من الأطباء الصينيين، جلبت الدكتور شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي، تقنية تشقية الأورام بالمنظار الباطني (ESD) إلى جمهورية مصر العربية في عام 2018. يتم استخدام ESD لإزالة الأورام الحميدة والمتحورة وأول درجة من الخبيثة في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المريء والمعدة والقولون والمستقيم. خلال عملية ESD، يتم الإجراء في الطبقة الثالثة لقطع الأورام مع ترك بقية جدار الجهاز الهضمي سليمًا من خلال استخدام سكاكين خاصة لقطع الورم بدقة شديدة وإزالته دون التأثير على سلامة جدار الجهاز الهضمي.
في السابق، في حالات الإصابة بسرطان المريء أو المعدة، كان الحل الوحيد هو إزالة المريء أو أجزاء كبيرة من المعدة. وبالطبع تؤثر هذه العمليات الجراحية بشكل كبير على حياة الشخص. تحافظ تقنية تشفية الأورام على الأعضاء ويسمح للمرضى بالعيش بشكل طبيعي والبقاء على قيد الحياة دون جراحة، لأنها تحافظ على الأنسجة الصحية أكثر بكثير من خيارات العلاج السابقة. يفيد ESD المرضى الذين قد لا يكونون مرشحين للجراحة، بما في ذلك المرضى الضعفاء والمسنين.
إن الهدف الرئيسي من ESD هو تجنب الجراحة غير الضرورية للمرضى الذين لديهم أورام يمكن إزالتها بالمنظار. يتم تنفيذ ESD بنفس الطريقة التي يتم بها إجراء إجراءات المنظار الباطني التقليدي ولكنها تتطلب أدوات متخصصة لأدائها و تدريبًا متميزًا وهذا ما حصلت عليه الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي كلية الطب- جامعة القاهرة، بل وأصبحت تدرب الأطباء الآخرين في الدول الأخرى وقد دعتها الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في ورشة عمل وتدريب خلال مؤتمر عالمي كبير في مدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا في عام 2022.