علاج الأكاليزيا لطفل عمره 4 سنوات
طفل يبلغ من العمر 4 سنوات يعاني من العديد من الأمراض التي سمح الله بها، ونتج عنها حدوث جلطات متكررة في المخ وارتفاع ضغط الدم؛ مما أدى إلى عدم قدرته على المشي أو التحدث. وقد زادت معاناته بإصابته بمرض الأكاليزيا الذي يتمثل في صعوبة البلع.
ما مدى انتشار مرض الأكاليزيا؟
مرض الأكاليزيا أو صعوبة البلع هو أحد اضطراب حركة المريء الأكثر شيوعًا وقد يستمر مدى الحياه إذا لم يخضع المريض إلى العلاج. تُعد الأكاليزيا حالة طبية نادرة تؤثر على عملية الانقباض والاسترخاء في عضلة المريء؛ مما يسبب صعوبة في البلع وبالتالي حدوث اضطرابات مزمنة في الجهاز الهضمي. في المرضى الذين يعانون من صعوبة البلع، تكون العضلة العاصرة السفلية للمريء ضيقة جدًا؛ لذا يهدف علاج مرض الأكاليزيا إلى إضعاف العضلة العاصرة للمريء السفلية.
هذا الطفل كان يعاني من أعراض شديدة لمرض الأكاليزيا وأهمها صعوبة في البلع، حيث كان طعامه يعلق في المريء ولا يستطيع دفعه نحو المعدة بشكل طبيعي؛ مما تسبب في تمدد المريء وبقاء الطعام به لفترات طويلة، على عكس طبيعة الجهاز الهضمي. هذا الوضع سبب له الألم والانزعاج والقيء المستمر؛ مما أثر سلبًا على تغذيته وأدى إلى فقدان وزن حاد.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت الأكاليزيا لديه في حدوث التهابات رئوية متكررة. فعندما يحدث عسر في البلع، قد ينتقل الطعام أو السوائل إلى القصبات الهوائية بدلًا من المعدة؛ مما يزيد من خطر حدوث عدوى رئوية. أيضًا أصبح الطفل يعاني من اضطراب في توازن الأملاح في جسمه، كل تلك العوامل أدت إلى دخوله المستشفى مرارًا وتكرارًا.
وقد توجهت أسرة هذا الطفل إلى الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، والفريق الطبي بعد فترة طويلة من المعاناة. وبفضل الله، تمت عملية قطع عضلة الفؤاد بالمنظار الباطني (POEM) بنجاح.
إن تحضير الطفل لإجراء عملية (POEM) والعناية التي تلقاها بعد العملية كانت تحديًا كبيرًا وذلك يرجع إلى حالته الصحية والأمراض المزمنة المختلفة التي كان يعاني منها؛ لذا كانت فرحة مقدرته على تناول الطعام بصورة طبيعية لا تقدر بثمن.
كيف تم تنفيذ قطع عضلة الفؤاد بالمنظار الباطني POEM؟
• بعد تخدير الطفل، قامت الدكتورة شيماء الخولي بتمرير المنظار المرن عبر فمه إلى المريء. تمكنت الدكتورة شيماء الخولي من التحكم في اتجاه أنبوب المنظار من خلال مشاهدة شاشة العرض التي توضح الصور الملتقطة بالكاميرا المُثبتة في المنظار.
• تم إجراء شق صغير في الطبقة الداخلية للمريء وتوجيه المنظار إلى أسفل الطول المتبقي من المريء في الطبقة الثالثة حيث شكلت مسار أو نفق في الفراغ الثالث.
• في الجزء السفلي من المريء، قامت الدكتورة شيماء الخولي باستخدام سكين خاص لقطع ألياف العضلات في العضلة العاصرة للمريء السفلية والعضلات الموجودة على جانب المريء، حتى حدث ارتخاء للعضلات المشدودة التي تسبب مشاكل البلع.
• ثم تمت إزالة المنظار وإغلاق الشق الأول الذي تم إجراؤه في الطبقة الداخلية للمريء لإكمال الإجراء. الإغلاق تم بمشابك محددة، تنفصل تلقائيًا مع الوقت وتغادر الجسم مع البراز.
• خفف هذا الإجراء من الضيق وسمح للمريء بالتفريغ كما ينبغي عادةً لتمرير الطعام إلى المعدة.
اكتسبت تقنية شق عضلة المريء بالمنظار عن طريق الفم (POEM) لعلاج كل أنواع مرض الأكاليزيا شعبية واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم، بفضل نتائجها الممتازة وطبيعتها التي لا تحتاج إلى فتحات جراحية خارجية. إن الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، هي من رواد هذه التقنية الحديثة في مصر والشرق الأوسط.