هذا المريض الجزائري كان يعاني من صعوبة في بلع الطعام لعدة سنوات وهو ما يُعرف بمرض الأكاليزيا. لقد خضع إلى التدخل الجراحي سنة 2016 ولكنه لم يتحسن وتلا هذا التدخل عدة محاولات للتوسيع بالبالون حيث استجاب استجابة بسيطة ولكنها كانت تزول بمرور الوقت لتعود الأعراض كما كانت عليه. 

أخيرًا خضع هذا المريض إلى إجراء جديد مع الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة. تقنية POEM الحديثة تتيح قطع العضلات المُسببة لصعوبة البلع مهما كان طولها.

صعوبة البلع أو الأكاليزيا هو اضطراب في البلع، حيث تفشل العضلات الموجودة في الجزء السفلي من المريء في الاسترخاء أثناء تناول الطعام. كثيرًا ما يظل الطعام في المريء لفترات طويلة؛ مما يؤدي إلى تمدد المريء وتوسعه. قد يتقيأ المرضى الطعام ويشعرون بعدم الارتياح الشديد. كما يمكن للمرضى فقدان الوزن والشعور بالألم وصعوبة في البلع.

كان يعاني المريض من هذه الأعراض منذ سنوات. ثم أدرك  أن أعراضه لم تكن طبيعية ولم تكن تختفي بتناول العلاجات الدوائية وأخيرًا تم تشخيصه بمرض الأكالايزيا بعد سنوات من التشخيص الخاطئ ومنذ ذلك الحين بدأت رحلته في البحث عن علاج فعال ذو نتيجة ممتدة.

صعوبة البلع هي مشكلة تستمر مدى الحياة، والهدف من التشخيص والتدخل المبكر أن لا يعاني المرضى من مشاكل طويلة الأمد، مثل توسع المريء والمزيد من مشاكل البلع؛ لذا تم إجراء اختبار قياس ضغط المريء لتأكيد التشخيص. بعد التأكد من التشخيص، قامت الدكتورة شيماء الخولي بشق العضل بالمنظار الباطني عن طريق الفم (POEM).

إجراء POEM هو بديل أكثر أمانًا وأقل تدخلًا:

حتى وقت قريب، كان هناك حل جراحي وحيد لعلاج صعوبة البلع، وهو شق العضلة بالمنظار الجراحي، الذي يتطلب إجراء ما يصل إلى خمسة شقوق صغيرة في البطن لإدخال الأدوات الجراحية، يليها شق في الأنسجة العضلية للمريء والمعدة لتخفيف الضغط على العضلة العاصرة للمريء السفلية. الآن، يوفر إجراء POEM بالمنظار الباطني حلًا أقل تدخلاً.

إن إجراء POEM عبارة عن تقنية حديثة تعتمد على مناظير الفراغ الثالث؛ مما يعني أنها لا تتطلب جروح عبر طبقات أنسجة المريء المتعددة. بالنسبة لـ POEM، تقوم الدكتورة شيماء الخولي بإدخال منظار صغير من الفم حتى البطانة المخاطية الداخلية للمريء، لإنشاء نفق بين جدران الأنسجة وهو ما يسمى بالفراغ الثالث، ثم شق عضلة المريء السفلية. يتم بعد ذلك إغلاق موقع دخول الغشاء المخاطي ببعض المشابك الصغيرة التي يتم وضعها بالمنظار، والتي تسقط تلقائيًا بعد بضعة أسابيع عندما يتم الشفاء.

- ترتفع معدلات النجاح جدًا بعد POEM، وتنخفض معدل المضاعفات بالمقارنة مع مرضى شق العضلة الجراحي.

- إن المرضى عادةً ما يبقون عدة ساعات بعد POEM قبل العودة إلى المنزل، على عكس مرضى التدخل الجراحي الذين قد يبقون في المستشفى لمدة أسبوع بعد الإجراء. 

في حين أن إجراء POEM قد يبدو كخيار واضح لعلاجات صعوبة البلع، فإن العثور على خبراء يمكنهم إجراء POEM يعد بحثًا محدودًا. هذا يرجع إلى دقة التقنية الحديثة التي تحتاج إلى خبرة متميزة وهذا ما تتميز به الدكتورة شيماء الخولي؛ مما دفع الكثير من المرضى من مصر والوطن العربي إلى التوجه إليها لانفرادها في القيام بتطبيق المناظير المتقدمة لخدمة مرضى الجهاز الهضمي.

هذا الإجراء الذي يستغرق ساعة واحدة غير حياة العديد من المرضى ومن ضمنهم هذا المريض من الجزائر الذي استطاع أخيرًا البلع بصورة بسيطة وهو ما افتقده لسنوات عديدة. هذه التقنية يتم إجراؤها الآن في مصر مع الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة.