قدمت الدكتورة شيماء الخولي في الجزائر العلاج الأمثل لمريضة كانت تعاني من ورم بالمستقيم والقناة الشرجية وذلك بالاعتماد على تطبيق المناظير التداخلية المتقدمة، ولكن دعونا أولًا نوضح معلومات هامة حول موضع الورم.

المستقيم والقناة الشرجية هما جزءان من الجهاز الهضمي ويقعان في منطقة الحوض. هذان الجزءان يلعبان دورًا هامًا في عملية الهضم والإخراج، ولهما بنية ووظائف مميزة.

المستقيم يمتد من نهاية القولون وحتى فتحة الشرج. يتمتع المستقيم بقدرة تخزين الفضلات الهضمية قبل إخراجها من الجسم عن طريق الشرج. أما القناة الشرجية فهي الطريق التي تمر فيه الفضلات من المستقيم إلى الخارج. تنتهي القناة الشرجية بفتحة تسمى فتحة الشرج.

ورم المستقيم والقناة الشرجية هو نمو غير طبيعي للخلايا في هذه المنطقة من الجهاز الهضمي. يمكن أن يكون الورم حميدًا أو خبيثًا.

الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، قامت باستئصال ورم مسطح ذي حجم (٥x٤ سم) في المستقيم والقناة الشرجية باستخدام تقنية تشفية الأورام (ESD)، وذلك خلال فاعليات ورشة العمل التي نظمتها الجمعية الجزائية لمناظير الجهاز الهضمي (Algerian Society of Digestive Endoscopy - ASDE). تشارك الدكتورة شيماء الخولي في ورش عمل متعددة سواء في البلاد العربية أو الأجنبية لأنها تؤمن أن مثل تلك الورش العملية هي فرصة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال مناظير الجهاز الهضمي وتعزيز التفاعل بين الأطباء والخبراء المشاركين. 

تعتبر تقنية تشفية الأورام (ESD) من الطرق الحديثة والفعّالة لاستئصال الأورام السطحية في الجهاز الهضمي بدون الحاجة إلى جراحة تقليدية. ويهدف هذا الإجراء إلى القضاء على الورم بشكل شامل، مما يتيح فرصة أفضل للشفاء وتجنب التدخلات الجراحية الكبيرة.

إن طرق علاج الأورام في الجهاز الهضمي من المستقيم إلى القناة الشرجية تتطور مع التقدم الذي تحرزه المناظير المتقدمة، لتتحول من الجراحة التقليدية ومضاعفاتها إلي تشفية الأورام بالمنظار الباطني بدون فتحات جراحية، وذلك باستغلال فتحة الشرج الطبيعية لإدخال المنظار ثم إنشاء نفق في الفراغ الثالث الموجود بين طبقات جدار المستقيم والقناة الشرجية للمرور إلى موضع الورم. بمجرد الوصول إلى الورم يتم فصله بسكين جراحي بحدود أمان طولية وأفقية لضمان استئصاله بالكامل؛ مما يقلل احتياج المريض إلى طرق علاجية مُكملة مثل العلاج الإشعاعي أو الكيميائي. أيضًا حدود الأمان تضمن عدم ظهور الورم مرة أخرى في المستقبل.

يتم استخدام تقنية تشفية أورام القولون والمستقيم بالمنظار (ESD) على نطاق واسع كعلاج طفيف التوغل لأورام القولون والمستقيم بدايةً من المراحل الحميدة والمتحورة والمرحلة الأولى من الأورام الخبيثة. تلعب تقنية تشفية أورام القولون والمستقيم دورًا مهمًا لأن العلاج الجراحي يؤثر بالسلب على حياة المريض الطبيعية خاصةً بالنسبة لأورام المستقيم. يعد الاستئصال الجراحي عبر الشرج من الخيارات السابقة المتاحة لأورام المستقيم، ومع ذلك، فقد أبلغت العديد من الدراسات عن معدلات تكرار مُرتفعة نسبيًا. أما تقنية تشفية أورام القولون والمستقيم فإنها تتميز بمعدلات تكرار منخفضة.

هنا تتضح أهمية الكشف المبكر والتشخيص المبكر لأورام المستقيم والقناة الشرجية، حيث يزيد ذلك من فرص العلاج الناجح ويحسن النتائج. لذلك، توصي الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، بإجراء فحوصات بصورة دورية بعد سن الأربعين وإتباع التوجيهات الطبية للكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في المستقيم والقناة الشرجية، وخاصةً في حالات وجود المرض لدى الأقارب حتى الدرجة الرابعة.