استئصال ورم ظهر نتيجة القولون التقرحي

blog Images

في إطار البرنامج المشترك مع هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، قامت الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، والفريق الطبي بإجراء حالة جراحية صعبة في مستشفى أحمد ماهر التعليمي لمريض يعاني من مرض القولون التقرحي منذ فترة طويلة. خلال المتابعة الدورية له، تم اكتشاف وجود ورم كبير بحجم ٧ سم في المستقيم بالقرب من فتحة الشرج. تباينت الفحوصات في تحديد عمق الورم، وسبق أن تمت بعض المحاولات السابقة لاستئصال الورم بتقنية التقطيع إلى أجزاء، ولكنها لم تكن ناجحة.

لذا قررت الدكتورة شيماء الخولي والفريق الطبي استخدام تقنية تشفية الأورام بالمنظار الباطني لإجراء العملية، وهي عملية طويلة استغرقت ساعات واستدعت جهدًا كبيرًا نظرًا لالتصاق جزء كبير من الورم بالعضلات. هذه الالتصاقات غالبًا تكونت نتيجة تليفات في الأنسجة المحيطة أو تغلغل الورم نفسه. تم تسليك الورم من العضلات ومنح المريض فرصة للتعافي، وتم إتمام المهمة بنجاح بفضل الله. كما تم إرسال الأنسجة وانتظار نتائج تحليل الأنسجة (الباثولوجي) لمعرفة المزيد حول الورم ووضع خطة علاج تكميلية إذا استدعت الحالة.

كيف تتم تشفية الأورام بالمنظار الباطني (ESD)؟
إن تقنية تشفية أورام الجهاز الهضمي بالمنظار الباطني تعتمد كل الاعتماد على المناظير المتقدمة وهو مناظير الفراغ الثالث التي تهيئ أنفاق في جدار الجهاز الهضمي؛ مما يسمح بإجراء تدخلات علاجية في هذا الفراغ بدون شق جراحي خارجي؛ وبالتالي لا يحتاج المريض إلى المكوث في المستشفى لفترات طويلة، بل يحتاج إلى فترة قصيرة للتعافي وهذه المميزات هي التي حظى بها هذا المريض.
تشمل الخطوات الرئيسية في هذا الإجراء وضع علامة على حدود الاستئصال بطرف السكين بحدود أمان طولية ورأسية، حقن محلول مُتخصص لرفع الورم، ثم استئصال كامل للورم بسكين الكي الكهربي .

كيف يؤثر التهاب القولون التقرحي على خطر الإصابة بالسرطان؟
القولون التقرحي هو مرض التهابي مزمن في الأمعاء، يؤثر على بطانة المستقيم والقولون. يمكن أن يقتصر على المستقيم أو يمتد إلى جميع أنحاء القولون. الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب القولون التقرحي هي الإسهال وظهور الدم في البراز. قد يعاني بعض المرضى من آلام في البطن. وفي الحالات الشديدة يمكن أن يسبب الحمى.

في حالات التهاب القولون التقرحي، فإن الجهاز المناعي يتعرف على بطانة القولون كجسم غريب ويهاجمها. مع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى إتلاف القولون. بينما يحاول الجسم إصلاح الضرر، يمكن أن يؤدي الالتهاب واستبدال الخلايا المستمر إلى طفرة تؤدي إلى ظهور خلايا سرطانية.

كلما كان التهاب القولون أكثر اتساعًا وطال فترة الإصابة به، زاد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم؛ علما بأن الذكور في خطر أعلى. 

إن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى أي مريض مصاب بالتهاب القولون التقرحي مرتفع، ويقدر بـ 2% بعد 10 سنوات، و8% بعد 20 عامًا، و18% بعد 30 عامًا من المرض. 

ماذا يجب فعله لتقليل خطر الإصابة بالسرطان للحالات المصابة بالتهاب القولون التقرحي؟
إذا تم تشخيص الشخص بالتهاب القولون التقرحي، فيجب عليه إجراء منظار القولون على الفور لأنه الأداة الأولى للكشف المبكر عن سرطان القولون والخضوع للمنظار حسب مواعيد المتابعة التي سوف تحددها الدكتورة شيماء الخولي، أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، وذلك للتحقق من وجود خلل أو أورام حميدة التي قد تؤدي إلى سرطان القولون والمستقيم.  يمكن منع تطور السرطان عن طريق إزالة الخلايا الحميدة أو المتحورة قبل أن تصبح سرطانًا أو الأورام السرطانية.