علاج مريض صعوبة البلع بالمغرب
مرض صعوبة البلع أو الأكاليزيا هو اضطراب في حركة المريء ويتميز بعدم اكتمال أو غياب استرخاء العضلة العاصرة للمريء. يهدف علاج مرض الأكاليزيا أو تعذر الارتخاء إلى تقليل ضغط العضلة العاصرة المريئية السفلية، وقد تم استخدام طرق مختلفة، وأحدثها شق العضل بالمنظار الباطني (POEM) .
إن شق العضلة بالمنظار عن طريق الفم (POEM) هو علاج بدون جراحة، مبتكر، وطفيف التوغل للأنواع الثلاثة من مرض الأكاليزيا وغيرها من اضطرابات حركية المريء التشنجي.
عند تناول الطعام، يجب أن تسترخي العضلات الموجودة في الجزء السفلي من المريء للسماح بمرور الطعام إلى المعدة. المرضى الذين يعانون من صعوبة البلع لديهم عضلة ضيقة تسمى العضلة العاصرة للمريء السفلية. ضيق العضلات يجعل من الصعب على السوائل والأطعمة والأدوية المرور بشكل طبيعي. يمكن أن تحدث هذه الحالة النادرة في أي عمر لأسباب غير معروفة، مثلما حدث لذلك الرجل المغربي الذي تعدى السبعين.
هذا المريض السبعيني كان يعاني من:
• ارتجاع.
• الشعور وكأن شيئًا عالقًا في الحلق أو الصدر.
• حرقة في المعدة.
• ألم في صدر.
تم إجراء سلسلة من الاختبارات لتشخيص مشاكل الجهاز الهضمي لديه. عند مناقشة خيارات العلاج؛ وجد أن POEM هو خيار علاجي ممتاز له نظرًا لطبيعته غير الجراحية وأمانه التام وتضاؤل نسب فقدان الدم وقصر فترة مكوثه في المستشفى وعدم الحاجة إلى درانق أو فتحات جراحية.
كانت هذه العملية ضمن عدة عمليات ناجحة قامت بها الدكتورة شيماء الخولي أستاذ مساعد أمراض الجهاز الهضمي والمناظير المتقدمة بكلية الطب جامعة القاهرة، مع الفريق الطبي في أثناء رحلتها إلى المغرب والتي تضمنت أربع محطات داخل بلاد المغرب وهدفت إلى نقل خبرتها المتميزة في مجال مناظير الفراغ الثالث لعلاج أمراض الجهاز الهضمي من خلال إلقاء محاضرات مثمرة وتدريب أطباء الجهاز الهضمي في ورش عمل.
كيف أتمت الدكتورة شيماء الخولي إجراء POEM؟
• قامت الدكتورة شيماء الخولي بإدخال أنبوب رفيع ومرن إلى حلق المريض بدون الحاجة إلى إجراء فتحات أو شقوق جراحية.
• ثم تم إجراء شق وإنشاء نفق بين طبقات المريء للوصول إلى عضلة المريء السفلية المشدودة التي تسبب صعوبة البلع.
• بمجرد إنشاء النفق، قامت الدكتورة شيماء الخولي بشق العضلة لخلق فتحة لمرور السوائل والأطعمة بحرية.
• ثم تمت إزالة المنظار الباطني بعد غلق الفتحة الداخلية بمشابك تنفصل تلقائيًا عند الالتئام التام، لتخرج من الجسم بصورة طبيعية مع البراز.
• استغرق الإجراء حوالي 90 دقيقة.
• ثم تم إدخال المريض للمبيت في المستشفى لمدة ليلة واحدة فقط، وذلك لمراقبته عن كثب بعد الإجراء. هذا إلى جانب إجراء أشعة سينية على المريء للتأكد من سلامة المنطقة الجراحية قبل البدء في اتباع نظام غذائي سائل الذي استمر لمدة ثلاثة أيام.
• تم خروج المريض من المستشفى في اليوم التالي لإجراء العملية لعدم حدوث إي مضاعفات. كما تم تحديد نظام غذائي للشهر التالي.
هل تمكن المريض من تناول الطعام بشكل طبيعي مرة أخرى؟
نعم، لقد تم إعطاؤه تعليمات النظام الغذائي في يوم خروجه من المستشفى، كما تمت مراجعة جميع التفاصيل وتقديم الإجابات الكافية لتساؤلاته، حيث بدأ في تناول نظام غذائي لين بعد الأيام الثلاثة الأولى. بعد ذلك، تقدم المريض إلى تناول نظام غذائي ناعم. ثم تم اتباع نظام غذائي منتظم مع بعض القيود البسيطة، وتدريجيًا أصبح المريض قادرًا مرة أخرى على تناول النظام الغذائي الطبيعي.
خلاصة القول، ساعدت عملية شق عضلة المريء بالمنظار الباطني على تخفيف أعراضه بشكل عام وتحسين حركة المريء ولم يعد المريض يحتاج إلى محاولات تعديل نظامه الغذائي أو أسلوب حياته لمواكبة ضعف البلع الناتج عن مرض الأكاليزيا.